كلمة ’’بَردًا‘‘ في القرآن الكريم، الدلالة والمنهج عند أبي عبيدة والمفسرين )في القرون الخمسة الأولى(
Abstract
اتّبع مفسّرو القرون الأولى بالدراسات اللغوية في تفسير القرآن الكريم، واهتمّوا بالشّواهد اللغوية ولا سيّما الشعر العربي. احتجّوا بتلك الشواهد على معاني الكلمات القرآنية أو تحديدها واستشهدوا بها على المشكلات القرآنية وغرائبها، ودرسوا ما فيها من نقاطٍ، حتّى استفاد منهم الباحثون الّذين جاءوا بعدهم لا في التفاسير القرآنية فحسب، بل أيضًا في وضع المعاجم العربية وتأليف الكتب اللغوية والأدبية.
وأمّا دراستنا فهي حول منهج مفسري القرون الخمسة الأولى، بدءا من أبي عبيدة صاحب مجاز القرآن منتهيًا إلى الراغب الأصفهاني صاحب ’’مفردات القرآن‘‘ وقد خصّصنا لهذا البحث موضعًا واحدًا من سورة النّبأ، وذلك ما ورد في توضيح دلالة الكلمة ’’بَرْدًا‘‘ في الآية 24، ﴿لَا يَذُوْقُوْنَ فِيْهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً﴾. يدرس الباحث نصوص التفاسير المذكورة في بيان معنى كلمة ’’بردا‘‘ ويدرسها دراسة تحليلية ونقدية، يقارن الباحث بعض هذه التفاسير مع البعض حتّى تتبيّن دلالة الكلمة، وتنكشف مناهج هؤلاء المفسّرين مع حججهم، ووجوه اختيارهم ذلك المعنى تحديدا.