جهود الشيخ غلام المرتضى عليه الرحمة في تطوير الأدب الإسلامي في باكستان

Authors

  • محمد أكرم النظامي طالب الدکتوراة، قسم اللغة العربية، جامعة بنجاب، لاهور،باكستان Author

Abstract

الأدب بصفة عامة لون من ألوان الفنون، وهو أكثرها شيوعاً وتأثيراً، لأنه يضم الشعر وأنواع النثر الفني، ولكن الأدب الإسلامي ليس أدباً مجانباً للقيم الفنية الجمالية، فهو يحرص عليها الحرص، بل ينميها ويضيف إبداعاته إليها، والتراث الجمالي العالمي ملكية شائعة كالدين والفلسفة والعلوم، لا يحتكرها شعب دون آخر، وكما نلاحظ أن الأدب الإسلامي يستوعب الحياة بكل ما فيها، ويتناول شتى قضاياها ومظاهرها ومشاكلها، وفق التصور الإسلامي الصحيح لهذه الحياة، ويعبر بصدق وأمانة عن آمال الإنسان الخيرة، ولا يزيف حقيقة، أو يخلق وهماً فاسداً. والأدب الإسلامي ليس عبثيًّا، ولا يمكن أن يكون كذلك، فليست الحياة ولا قصة الخلق، أو دور القدر، ولا حادث الميلاد أو الموت ليس ذلك كله عبثاً (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)[i] وهذا لا ينفي عن الحياة أنها متاع الغرور، أو أنها (...لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ... ) [ii] إنها امتحان وتجربة ودار أعمال. ولاشك في ذلك أن الأدب الإسلامي ليس قواعد جامدة  أو صيغ معزولة عن الحياة والواقع، أو خطباً تثقلها النصوص والأحكام، ولكنه صور جميلة نامية متطورة، تتزيَّى بما يزيدها جمالاً وجلالاً، ويجعلها أقوى تأثيراً. ولا يستنكف هذا الأدب أن يبتكر الجديد النافع الممتع، فالحياة في تجدد وتطور، وكذلك الإنسان وأساليب حياته العملية والعلمية والترفيهية، على أن يظل أدبنا في نطاق القيم الإسلامية الأصلية، ملتزماً بجوهرها وغايتها. ولايمكن الإنكار أن الأدب الإسلامي هو أدب الضمير الحي، والوجدان السليم، والتصور الصحيح، والخيال البناء، والعواطف المستقيمة وأيضاً هذا الأدب الرفيع لايصدر إلا عن ذات نعمت باليقين، وسعدت بالاقتناع، وتشعبت بمنهج الله، ونهلت من ينابيع العقيدة الصافية؛ ومن ثم أفرزت أدباً صادقاً، ذلك هو مفهومنا الشامل للأدب الإسلامي.

Downloads

Published

2016-12-31

Issue

Section

Articles