أسباب النزول وموقف الدكتورة عائشة بنت الشاطئ منها في تفسيرها البياني
Abstract
أسباب النزول هي الوقائع والمناسبات والحوادث التي تقع، فتنزل الآية أو الآيات من القرآن الحكيم متحدثة عنها أو مبينة لحكمها أثناء وقوعها أو عقبة. ولكن ذلك ليس معناه أن نلتمس لكل آية في القرآن سبباً لنـزولها أو قصة تلابس هذا النـزول لأن ليس لكل سورة وآية أسباب نزول معروفة، بل إن فيه القصص التي تنزل عبرة وتسلية، ومنه آيات الأحكام، والناسخ والمنسوخ، وآيات الوعد والوعيد، وإن منه ما نـزل ابتداءً من غير سبب. ([i]) وقد يكون سبب النزول إجابة لسؤال مؤمن، أو ردّا على مشرك، أو على سؤال عن شيئ من التاريخ الماضي أو عن غيب في المستقبل. كثير من السور والآيات ترتبط بالحوادث والاحداث التي وقعت ايام الدعوة كسورة البقرة والحشر العاديات،([ii]) او نزلت لحاجات ضرورية من الأحكام والقوانين الاسلامية كسورة النساء والأنفال والطلاق وأشباهها. ([iii]) هذه القضايا التي سببت نزول السور أو الآية هي المسماة بـ"أسباب النزول"، ([iv]) فهل هذه الأسباب تخصص عموم الآيات أو أن العبرة بعموم لفظها؟ هناك قاعدة أصوليه "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"، ([v]) وتناول الأمام الشافعي مسائل كثيرة متعلقة بالعموم والخصوص، فيذكر كلاماً صريحاً في كتابه الأم لأصول الفقه حيث يقول إن الأسباب لا تخصص العمومات فإن كثيرا من الآيات تنزل بأسباب أقوام وتكون لهم وللناس عامة... ([vi])